خديــــجة مشرفة
عدد الرسائل : 991 العمر : 30 جنسيتك : جزائري نقاط العضو : 6743 سمعة هذا العضو : 23 تاريخ التسجيل : 29/04/2009
| موضوع: جمال الدين الأفغاني الأحد مايو 03, 2009 7:47 pm | |
| مقدمة:بدأت الحركة الإسلامية الحديثة منذ منتصف القرن التاسع عشر بجهود السيد جمال الدين الأفغاني المتخرج من الحوزة العلمية في النجف الأشرف، الذي إستهدف بجهاده تحرير المسلمين من الظلم والسيطرة الأجنبية. وتكمن أهمية دور الأفغاني في محاولته دعم الزعماء الدينيين الذين سعوا إلى بعث الإسلام من جهة، وإلى نظرته المتسامحة مع الذين أيدوا تبني الحضارة الأوربية من الجهة الأخرى . فقد آمن الأفغاني أن قوة أوربا تكمن في التكنولوجيا والعلم الحديث، لذلك حث المسلمين على إكتساب المهارات العلمية والتقنية الأوربية. كما أن محاولته لدمج المادية الأوربية بالروحانية الإسلامية إعتبرت من أهم إسهاماته في الفكر الإسلامي نسبه:ولد الحماري سنة 1838 ( 1254 هـ ) في " أسعد آباد " إحدي القرى التابعة لخطة كونار من أعمال كابل عاصمة الأفغان ، ووالده السيد صفدر من سادات كنر الحسينية ، ويتصل نسبه بالسيد على الترمزي المحدث المشهور ويرتقي إلي سيدنا الحسين بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، ومن هنا جاء التعريف عنه بالسيد جمال الدين الحسيني الأفغاني. ولأسرته منزلة عالية في بلاد الأفغان ، لنسبها الشريف ، ولمقامها الاجتماعي والسياسي أثره العلمي و الأدبي:أقام المترجم في مصر ، وأخذ يبث تعاليمه في نفوس تلاميذه ، فظهرت على يده بيئة ، استضاءت بأنوار العلم والعرفان ، وارتوت من ينابيع الأدب والحكمة ، وتحررت عقولها من قيود الجمود والأوهام ، وبفضله خطا فن الكتابة والخطابة في مصر خطوات واسعة ، ولم تقتصر حلقات دروسه ومجالسه على طلبة العلم ، بل كان يؤمها كثير من العلماء والموظفين والأعيان وغيرهم ، وهو في كل أحاديثه " لا يسأم " كما يقول عنه الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده ، من الكلام فيما ينير العقل ، أو يطهر العقيدة أو يذهب بالنفس إلي معالي الأمور ، أو يستلفت الفكر إلي النظر في الشئون العامة مما يمس مصلحة البلاد وسكانها ، وكان طلبة العلم ينتقلون بما يكتبونه من تلك المعارف إلي بلادهم أيام البطالة ، والزائرون يذهبون بما ينالونه إلي أحيائهم ، فاستيقظت مشاعر وتنبهت عقول ، وخف حجاب الغفلة في أطراف متعددة من البلاد خصوصاً في القاهرة ".وقال الأستاذ الإمام في موطن آخر يصف تطور الكتابة على يد المترجم : " كان أرباب القلم في الديار المصرية القادرون على الإجادة في المواضيع المختلفة منحصرين في عدد قليل ، وما كنا نعرف منهم إلا عبد الله باشا فكري وخيري باشا ، ومحمد باشا سيد أحمد على ضعف فيه ، ومصطفى باشا وهبي على اختصاص فيه ، ومن عدا هؤلاء فإما ساجعون في المراسلات الخاصة وإما مصنفون في بعض الفنون العربية أو الفقهية وما شاكلها ، ومن عشر سنوات ترى كتبة في القطر المصري ، لا يشق غبارهم ولا يوطأ مضمارهم وأغلبهم أحداث في السن ، شيوخ في الصناعة ، وما منهم إلا من أخذ عنه أو عن احد تلاميذه ، أو قلد المتصلين به " انتهى كلام الإمام. عمله في أوروبا: - جريدة العروى الوثقى :أخفقت الثورة العربية ، واحتل الإنجليز مصر ، فسمحوا للسيد بالذهاب إلى أي بلد فاختار الذهاب إلي أوربا فقصد إليها سنة 1883 ، وأول مدينة وردها مدينة لندن ، وأقام بها أياماً معدودات ، ثم انتقل إلي باريس ، وكان تلميذه الأكبر الشيخ محمد عبده منفياً في بيروت عقب إخماد الثورة ، فاستدعاه إلى باريس ، فوافاه إليها ، وهناك أصدر جريدة (العروى الوثقى ) ، وقد سميت باسم الجمعية التي أنشأتها ، وهي جمعية تألفت لدعوة الأمم الإسلامية إلى الاتحاد والتضامن والأخذ بأسباب الحياة والنهضة ، ومجاهدة الاستعمار وتحرير مصر والسودان من الاحتلال ، وكانت تضم جماعة من أقطاب العالم الإسلامي وكبرائه وهي التي عهدت إلي السيد بإصدار الجريدة لتكون لسان حالها.واشتركا معاً في تحريرها ، وكانت مقالاتها جامعة بين روح جمال الدين ، وقلم الأستاذ الإمام ، فجاءت آيات بينات سمو المعاني ، وقوة الروح وبلاغة العبارة ، وهي اشبه ما تكون بالخطب النارية ، تستثير الشجاعة في نفوس قارئها ، وتداني في روحها وقوة تأثيرها اسلوب الإمام علي كرم الله وجهه في خطبه الحماسية المنشورة في " نهج البلاغة ، ولا غرو فالسيد جمال الدين هو قبس من نور العترة الحسينية العلوية ، فكأن روح الإمام علي تمثلت فيه ، وتجلى أثرها فيما يكتبه أو يمليه. اتخذت العروة شعارها إيقاظ الأمم الإسلامية والمدافعة عن حقوق الشرقيين كافة ، ودعوتهم إلي مقاومة الاستعمار الأوربي والجهاد في سبيل الحرية والاستقلال. وفاته:وتوفي الأفغاني في الأستانة –بعد حياة شاقة مليئة بالمتاعب والصعاب- عن عمر بلغ نحو ستين عامًا، وكما حفلت حياته بالجدل والإثارة، فقد ثار الجدل أيضًا حول وفاته، وشكك البعض في أسبابها وأشار آخرون إلى أنه اغتيل بالسم.فبالرغم من أن الشيخ عبد الرشيد إبراهيم –الرحالة الروسي الشهير- يؤكد أنه كان مريضًا، وأنه توفي متأثرًا بمرضه، وكان قد زاره قبيل ساعتين من وفاته، فإن ابن أخته "ميرزا لطف الله خان" يزعم أنه مات مسمومًا، ويتهم الحكومة الإيرانية بقتله، ويذكر أن الحكومة الإيرانية أوفدت "ناصر الملك" لقتل "جمال الدين" بعدما رفضت الدولة العثمانية تسليمه لها.. وكانت وفاته في (5 من شوال 1314هـ الموافق لـ10 من مارس 1897م). | |
|
the algerien leader المدير العام
عدد الرسائل : 1115 العمر : 31 جنسيتك : جزائري نقاط العضو : 6955 سمعة هذا العضو : 18 تاريخ التسجيل : 01/03/2009
| موضوع: رد: جمال الدين الأفغاني الأحد مايو 03, 2009 8:06 pm | |
| | |
|