مأساة أستاذ..هل تضحك أم تبكي؟؟

أستاذ يسرد للملإ ما يحدث له في الصف :

أدخل الصف وكأن حربا فيه ، شخص يصارع وآخر يرميه ، وقبح الكلام يخرج من فيه ، وبنت بجنبه تشجعه وبأروع الألقاب تناديه ، أردت أن أوقف ذاك الخصام ، فبادرتهم بالسلام ، ولكن..كأنهم شبه نيام ، بل كأنهم ليسوا أنام ، نظروا إلي ثم صدوا عني ، ولا أحد منهم فهم ما أعني ، حينها سيطر علي همي وحزني ، وانفجر غضبي وهمس لي ظني ، أن أصرخ عليهم لعلهم ينتفعون ، وعن العراك والقتال يكفون ، فربما كلامي يسمعون ، وعن ما أنهاهم ينتهون ، فصحت فيهم يا أولادي أنتم مرضى ، بداء عضال يدعى الفوضى ، ثرثرتكم قد عمرت الأرضا ، وبهذا أبدا لن أرضى ، أنتم تقتلون وتتبارزون وأنا أكون الخاسر ، كيف لا وأنا الضحية ففي ترتكب المجازر ، هذا الصف غدا أقبح وأبشع من المقابر ، وعلى هذا ماعدت صابر ..

عندما أكون أنا أشرح ، أرى فتى يلهو يمزح ، وبنتا تزهو تمرح ، وأنا أبكي قهرا والكل يفرح ، عندما أقول الدرس مفهوم؟ ، يقولون نعم أستاذ هذا معلوم ، وبعد أيام تنزل الهموم ، حين يأتي الإمتحان المشؤوم ، عندما أضع لهم السؤال ، ترفع تلك الأيادي الطوال ، تسألني وألسنة الحال ، تقول ماسمعنا بذا المقال ، آها..في الدرس أريد أن أسمع سؤالا أو تفسيرا إلا أن أكفكم الوديعة ، لا تكون موجودة بل معدومة مبتورة مقطوعة؟ ، فاسمعني يا ذكي وأنت يا دلوعة ، الأسئلة الآن حرام قطعا وممنوعة ، ولما يئس بهم الحال ، ولا فكرة توجد في البال ، فكيف يجاب عن السؤال؟ ، إذا عين الولد تطير كالزرياب ، تحلق إلى ورق الصحاب ، وتسرق من عنده كل الجواب ، ولا يخاف رب الأرباب ، وأياد تمد إلى الجيوب ، وتخرج أكبر العيوب ، ورق فيه شرح الدرس ووالله ذا أسوأ الذنوب ، فأتوجه إليه بالصياط ، أريد أن أهديه لسواء الصراط ، يجيبني: معلمي أردت أن أحتاط ، كي أحرز أعلى النقاط ،..

بنت جاءت إلي لتتجمل ، لتتزين وعليَّ أنا تتدلل، إلهي إني الآن أسأل ، أأقتلها أم ماذا أفعل ، وولد أخرجني عن طوري ، أقول أصمت منذ دهري ، حتى والله شاب شعري ، ونفد عندي كل صبري ، جئت هنا لأعلمكم ، لأفهمكم وأنفعكم ، ماجئت لكي أربيكم وطول الوقت لأسكتكم ، فاسكتوا واسمعوا درسي ، لا أريد سماع أي همسي ، ثرثرتكم غدت كالفأسي ، فصلت عن جسدي رأسي ، أقول بنت أين التطبيق ، تقول أستاذ كن بي رفيق ، سامحني اعذرني فأنت جد رقيق ، البارحة أنا كنت أعاني ، مع الطبخ وتنظيف الأواني ، كما كنت أقدم القهوة والحلوى للضيوف وجيراني ، أقول ولد أين التمرين ؟ ، يقول أستاذ أنا مسكين ، بت طوال الليل مع الألم والأنين ، أو يتحجج ويقول ، كنت أشتري بعض الخضر والبقول ، لأعين أبي حتى أنال من الله الأجر والقبول ، فيسكتني ويبهتني قوله ، ويعجبني ويسعدني فعله ، ولكن الواجب من يحله؟ ، يقولون : أستاذ أنت أهله ..

سأقضي في السجن ما تبقى لي من السنون ، فسأقتل هنا أحد البنون ، جنني عذبني جرعني المنون ، أو أشد بنتا من شعرها حتى أقطع لها الرقبة ، فهي غير متخلقة إطلاقا ولا مؤدبة ، وسأربيها حتى تكون حسنة ومهذبة ، أو أقتلها وإن مكثت نفسي في السجن مقهورة ومعذبة ، فاسمعني بني إياك أن تتخصص في التعليم ، وإلا دخلت مشفى المجانين لتكون عليهم زعيم ، وأنت يا ابنتي حذاري فلن تلقي قلبا رحيم ، اسمعوا نصيحتي فقد ذقت العذاب الأليم ، إن المدرسة أصبحت جحيم ، لا تترك عاقلا ولا سليم...؟؟؟

مسكين أستاذ اليوم و كم من المعاناة تلاقيه

لا حول و لاقوة الا بالله

هذه الحقيقة التي نراها في مدارسنا .

تعبير اللاستاذ مذهل ونص رائع ....ما شاء الله

جزاك الله خيرا اختي

صح.. شكرا على الموضوع الرائع

ههههه....مسكين الله يقاويه

بارك الله فيكم أحبتي على ردودكم التي عطرت الموضوع
شكرا لكم

هههههههه حقا هي مأساة الاستاذ مسكين راهو يعاني و حنا ماناش حاسين بيه
عجبني التعبير كثيرا زاد من جمال الموضوع بارك الله فيك فداء شكرا لتألقك......دمتي

شكرا يا فداء على الموضوع الذي تجمل بتعبيرك الهايل مأساة أستاذ..هل تضحك أم تبكي؟؟ Icon_biggrin

أنتم الأروع أحبتي ..شكرا على المرور الجميل ..سررت بردودكم والله

» دعاء أستاذ رياضيات salam
» دع الدنيا تبكي
» السجده التي تبكي الشيطان
» اجعل همومك تبكي من جبروت ابتسامتك
» أغنية لا تبكي يا صغيري من إنشائ هذية لأطفال غزة