نولد من رحم المعاناة ، نعشق التحديات ولا نرضى إلا بالانجازات والانتصارات رغم الهزات والكبوات . نصبر على الصعوبات ونتحمل الانتقادات بصدر رحب لأنها تحفزنا وتسمح لنا بتصحيح الهفوات . نسقط وننهض ونواصل المشوار لنعلنها مجددا بأننا قادمون وعائدون إلى مستوانا الفعلي ، وحان الوقت لكي يعود كل واحد إلى جحره والى مكانه الأصلي، وتعود الجزائر إلى مكانتها بين الكبار .
بكل تواضع ودون مبالغة أو مجاملة ومزايدة ، ومهما كان الحال الأحد المقبل في ربع نهائي كأس أمم إفريقيا أمام كوت ديفوار يجب علينا أن نفتخر ونعتز بأبنائنا على صبرهم ورد فعلهم وأدائهم ضد أنغولا ، ولن نشك بعد اليوم أبدا في قدراتهم ومهاراتهم خاصة بعد أن تأكدنا بأن منتخبنا ليس ذلك الذي لعب أمام مالاوي وفرح لخسارته البعض ، ولولا تلك المباراة وشماتة من تقلقهم الجزائر لما رفعنا التحدي ولعبنا بذلك المستوى ضد مالي وأنغولا .
الحياة تجارب والكبار يولدون صغارا ومنتخبنا يكبر بثبات ، وسيخسر مرة ويفوز مرات ويبقى المهم أن لا يستسلم ولا يفشل خاصة بعد أن تعرفنا عليه وعلى قدراته في الشوط الأول من مباراة أنغولا التي كان فيها رائعا على كل المستويات الفنية والبدنية ، التكتيكية والمعنوية .
العائلة كانت ( هايلة ) ولكننا لا نريد فقط التأهل إلى الربع النهائي أو الفوز بالكأس ولا نريد التأكيد على أننا الأجدر بالتأهل إلى المونديال لأننا الأجدر وتأهلنا وانتهى الأمر ، ولكننا نريدها شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء تأتي أكلها كل حين وتنجب رجالا يحبون وطنهم بنفس الكيفية، ونريد كرة قدم جزائرية تشرفنا وأندية محترفة ومسيرون أكفاء وسياسة رياضية تستجيب لمتطلبات المرحلة . نريد صحافة رياضية محترفة تمارس دورها الفعلي وتساهم في حشد الهمم ورفع المعنويات إضافة إلى مهمتها الأساسية في نقل الأخبار بسلبياتها وايجابياتها وتنوير الرأي العام بعيدا عن التهويل والإثارة
العائلة( هايلة )ولكنها لا تخلو من نقائص ككل العائلات في بعض المجالات ، ونحن ندرك ذلك ونعرف ما ينقصنا وما ينتظرنا أمام كوت ديفوار وما بعد كوت ديفوار وفي المونديال ، وندرك بأن البقاء في القمة أصعب بكثير من الوصول إليها ، وبأن التأهل إلى المونديال والفوز بكأس أمم إفريقيا هو مجرد بداية لعهد جديد بجيل جديد .
العائلة ( هايلة ) أيضا بجماهيرها الوفية التي برهنت مجددا على وفائها ولم تشك في منتخبها وخرجت كعادتها تهتف بمنتخبها وتفتخر بجزائريتها وهو الأمر الذي يفوق في فوائده وانعكاساته كل كؤوس إفريقيا والعالم ، وهو المكسب المهم في كل مشوار الخضر وانجازاته .
أما العائلة الجزائرية الكبيرة والتي تضم كل الجزائريين في كل بقاع العالم فهي (الهايلة) فعلا التي توحدت قلوبها وعقولها وتجندت كلها وأبدت استعدادها لكي تلتف وراء مشروع المجتمع والبلد الذي نريده متفوقا ومتألقا دوما ليس فقط في مجال كرة القدم . الأحد المقبل موعد جديد لرفع تحد أخر سينتهي بفوز أو خسارة في المباراة، ولكننا مع ذلك انتصرنا على أنفسنا ولأنفسنا، وانتصرنا لكل من يتضامن معنا و يحترمنا ويحبنا، وهو أكبر وأغلى المكاسب وأعظم من كل فوز بمباراة في كرة القدم .