السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
آداب المفتي والمستفتيمن سلاسل العلامتين
ابن باز والالبانى رحمهم الله
الحمد لله القائل {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ } النساء 176 الحمد لله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان ليقوم الناس بالقسط وشرع الأحكام وأنقذنا بنور الفتيا من ظلمات الجهالة والضلال ، والصلاة والسلام على من أناط الله به تفصيل الكتاب ببيان العقائد والأحكام ، فكان أول من قام بمهام الإفتاء هاديا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا وعلى آله وأصحابه الذين دربهم على الإفتاء والاجتهاد حتى دارت الفتيا بعده على أقوالهم بين العباد رضوان الله عليهم أجمعين .. وبعد :
خطورة الفتوى
إن من أخطر ما ابتليت به الأمة في عصرنا الحاضر أن كثيرا من الأدعياء وأشباه العلماء الذين لا علم لهم باستنباط الفتاوى والأحكام والاستدلال عليها بدلائلها فتجرأ البعض على حصن الإفتاء ، يخوض في أحكام الشرع من غير علم ولا هدى ولا كتاب منير ويقتحم لجج الفتوى معتمدا على الجهل والغرور أو سطوة سلطان ،
هذا يفتي طمعا في مال أو جاه لأنه جعل العلم مطية وخادما للأهواء ،
وذاك يفتي بما يخالف به كل الأمة خوفا من ذي سلطان وغيره يفتي وهو جاهل بأحكام الفتيا وأصولها وضوابطها ، يعبث بنصوص الشرع وقواعد الأحكام وتتغير عنده الفتيا تبعا للأهواء والشهوات
والأدهى والأمر أن أكثر الناس إذا جمعتهم مجامع الأفراح أو الأتراح راجت بينهم سوق الفتيا واستنباط الأحكام بالأوهام حتى أنهم ربما تجرأوا فاستحلوا حراما أو حرموا حلالا وتناسوا قوله تعالى : { وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ } النحل116