MR.R.Mokhtari نائب المدير
عدد الرسائل : 137 العمر : 33 جنسيتك : جزائري نقاط العضو : 6224 سمعة هذا العضو : 1 تاريخ التسجيل : 16/03/2009
| موضوع: تفكر ساعة ... رمضان والايمان الجمعة أبريل 17, 2009 11:43 am | |
| تفكر ساعة رمضان والإيمان في رمضان يزداد الإيمان ويعظم اليقين ويشرق التوحيد لقرب العبد من ربه تبارك وتعالى. ورمضان زمن صفاء ذهن المتأمل وإشراق فكر المتفكر واستنارة قلب المعتبر، فمن من المعلوم أنّ زيادة الطاعات وترك المعاصي ينير الدرب ويرضي الرب تبارك وتعالى ويورث اتقاد الذهن والفكر وزيادة قابلية الحفظ، هذا بالإضافة إلى أنّ خلو البطن وتجنب تخمتها يصاحبه اتقاد ذهني وصفاء فكري محسوس نبَّه إليه العقلاء من بني آدم. ولقد تأملت في أحوال الناس وأفعالهم فوجدت حالة مفرحة مطمئنة، تعطي الأمل وتبعث على الانشراح. يذهب الناس إلى الأطباء لاستشارتهم ولتلقي العلاج ساعة المرض، وبعد الفحص والتشخيص ومن ضمن العلاجات الموصوفة في أغلب الأحيان يعطى المريض النصائح والتعليمات التي تتعلق بالحمية. فمريض داء السكري يعطى التعليمات بالابتعاد عن النشويات والسكريات ويشجع على تناول خبز الشعير مع النخالة. ومريض ارتفاع ضغط الدم ومريض القلب ينصحان بتجنّب الدهنيات والملح المضاف إلى الطعام. ومريض قرحة الاثني عشري والتهاب القولون ينصح بالامتناع عن الفلفل الحار والبهارات والبقوليات. ومريض داء النقرس يمنع من اللحوم الحمراء وينصح بالإقلال من اللحوم البيضاء. والمصاب بالتهاب الكبد الفيروسي ينصح بالامتناع عن اللحوم والدهنيات ويرشد إلى الإكثار من تناول العسل والعنب والسكريات والنشويات. وعلى الرغم من قناعة هؤلاء المرضى بأهميّة الحمية الموصوفة لشفائهم ولمنعِ تفاقم الأمراض والمضاعفات المهلكة إلا أنني شاهدت الكثير منهم لا يلتزم بتعاليم الطبيب ويخرق التعليمات الطبية والصحية، وذلك نتيجة لضعف نفوسهم ولغلبة شهوتهم العاجلة على يقينهم العقلي واعتقادهم الفكري، فوجدتهم يسرفون في الطعام الممنوع، ويكثرون من كل طعم ولون غير مشروع، إسرافاً وإكثاراً تشكو منه قواعد وأصول الطب والعلاج التي ضربوا بها عرض الحائط!!. ومن جهة أخرى فإنّ الله سبحانه وتعالى قد أمر الناس بالصيام في محكم تنزيله العزيز قائلاً{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة:183)، وقد وعد الله سبحانه وتعالى الصائمين بثوابه ورضاه، وتكفّل بجزائهم في الدار الآخرة.. ثم نظرت في عدد الصائمين الذين يصومون رمضان كل عام إيماناً منهم بالله سبحانه وتعالى وبرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وبالفوائد التي بشّروا بها في الدنيا والآخرة، فوجدت أنّ هذا العدد ـ مهما طغت الماديّة، وضعف الدافع الديني ـ عدد كبير جداً لا يقل عن عشرات الملايين، لا يمنعهم الحرّ الشديد في المناطق الحارة ولا البرد القارص في المناطق الشمالية من أن يصوموا في النهار ويقوموا في الليل.. وتأملت في ذلك فلم أجد إلا سبباً واحداً: وهو أنّ الإيمان بالمنافع الدينية التي أخبر بها الأنبياء عليهم السلام عند أهل الإيمان أقوى من الإيمان بالمنافع الطبية التي أخبر بها الأطباء؛ ذلك لأنّ المؤمنين سمعوا من جزاء الصائمين ما هوّن عليهم متاعب الصيام وشجّع نفوسهم على احتمال الحرّ والبرد والجوع والعطش.. فقد سمعوا في الصوم أنه طريق التقوى والصبر والفلاح في الدنيا، أمّا في الآخرة فإنّ الصوم لله تعالى وهو يجزي به جزاءً لا يعلمه إلا هو جلّ جلاله، وأنّ للصائم فرحتين فرحة عند فطوره وفرحة عند لقاء ربّه، وأن خَلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وأن في الجنّة باباً يدعى الريّان يدخل منه الصائمون فمن دخله لم يظمأ أبداً، وأن من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.. كما جاءت الأخبار عن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فهام المؤمنون في هذا الثواب العظيم، وشكروا ذلك المعروف الجزيل، وبذلوا من أجله كل مجهود، وهانت أمامهم شدة الشهوات وإغراء الملذات. فهنيئاً لهم ما هم فيه، وجعلنا الله سبحانه وتعالى في زمرتهم، إنّه على ما يشاء قدير. آمين | |
|